صياغة الاهداف التدريسية
صبرية علي محمد
المقدمة
عندما يفقد ملاح السفيتة وجهته بسبب عطل فى معدات التوجه فان تلك السفينة قد ترسو فى مكان خطر او مكان امين وقد لاترسو مطلقا. وهكذا حال التدريسى عند غياب الاهداف التدريسية.
لقد اصبح موضوع تحديد وصياغة الاهداف التدريسية لاغراض التدريس والتقويم من المواضيع الحيوية المرتبطة مباشرة بعملية التعليم.
فعملية التعليم و التعلم تزود الطلبة بخبرات التعلم لغرض الوصول الى اهداف محددة، و هذه الاهداف هى التى تقود الفعالية التدريسية وتوجهها و بالتالى تحدد مضمونها.
اذن لايمكن للمدرس بدون اهداف تدريسية التخطيط لاية فعالية تدريسية بصورة صحيحة او بشكل علمي و منظم. لذا فان تحديد وصياغة الاهداف التدريسية بشكل واضح وصريح تعتبر من اولى واهم الخطوات فى العملية التدريسية. وبهذا الخصوص يشیر (Davis) فى مقولته الشهیرە الى انه لا توجد هناك خطوة واحدة في التعليم او التدريب المهنى اهم من كتابة الاهداف التدريسية لاغراض التعلم. واذا تمت هذه الخطوة فانها ستساهم مساهمة فعالة فى انجاح العملية التدريسية وعلى النمط التالي:
1- انها تشكل دليلا واضحا يمكن الاعتماد عليه من قبل المدرس فى مختلف مراحل التدريس وبالاخص في اختيار المادة التدريسية و طرق التدريس والوسائل التعليمية المفيدة.
2- انها توضح و بصورة جلية الغاية من التدريس.
3- انها تشكل الاساس الذى يعتمد عليه قي تصميم الاختبارات واساليب التقويم الاخرى.
4- انها تسهل عملية التعلم خاصة اذا ظن الطلبة بما يتوقع منهم تعلمه.
5- انها تعطى الجهات المستفيدة تصورا واضحا عن المهارات المتوقع اكتسابها من قبل الخريجين بعد اكمالهم فترة الدراسة.
العلاقة بين نواتج التعليم وبين خبرات التعليم

الاهداف والتعلم:
الهدف كلمة استعملت منذ زمن بعيد وكانت تعنى اساسا اي توجيه عام، لرفع مستوى النجاح و رفع مستوى الطلبة، هذه الجمل كانت تعتبر الى وقت قريب اهدافا.بينما هى ليست سوى توجيهات عامة، وقد تغير مفهوم الاهداف بظهور نظرية "الادارة بالاهداف" (Management by Objective) فى المجال الاداري متزامنا مع ظهور تصنيف الاهداف التربوية (Tax anomy of educational objective) في المجال التربوي قديما ومنذ ذلك الوقت اكتسب مفهوم الاهداف بعدا جديدا و احدث انقلابا فى كثير من المفاهيم الادارية والتريوية السائدة.
وهذا البعد يتحدد في محتوى الهدف وطريقة صياغته في موقعه من العملية التخطيطية، فالهدف من حيث المحتوى اصبح يتضمن على تفاصيل يتم صياغتها باسلوب معين. اما من حيث الموقع فانه لايمكن التخطيط لأية عملية ادارية كانت ام تربوية ما لم يكن الهدف ضمن تلك المواصفات. من وجهة نظر علم النفس تعرف التربية على انها عملية يقصد بها احداث تغيير فى سلوك الطلبة فالطالب يمتلك ذخيرة من انماط السلوك او ما يسمى بالمدخلات السلوكية قبل دخوله اية مرحلة تعليمية والتربية ضمن التعريف اعلاه تهدف الى احداث تغيير فى تلك الانماط اما عن طريق تنمية وتطوير البعض منها او اكتسابه انماط جديدة او تعديل البعض الاخر. وانطلاقا من هذا المفهوم فان
العملية التعليمية او التدريسية تعرف انها: عملية مقصودة ومخططة و يراد بها احداث تغييرات في سلوك الطلبة لمرورهم بمنهج او برنامج تعليمي. من الواضح ان التركيز في التعاریف اعلاه منصب على كلمة السلوك (Behavior) وتستعمل هذه الكلمة في المصطلحات التربوية للتعبير عن اثر عمل عضوي – بدنى، عقلى او انفصالي. وهذا الاستعمال يختلف عن الاستعمال الدارج لتلك الكلمة والتى تستعمل عادة لوصف السلوك الجيد او السىء للشخص.
يمكن تعريف التعلم على انه تغيير ثابت نسبيا في السلوك نتيجة لاكتساب الطالب خبرة، تدريب او ممارسة معينة. و كمدرس فان واجهك خبرات التعلم المناسبة واكسابها الى الطلبة كي تصل الى التغييرات المرغوبة والمطلوب احداثها في سلوك الطالب نتيجة لذلك. اذن من المنطق القول بانه قبل ان تقوم بوضع خطة لفعاليات التدريس، يجب ان تكون الصورة واضحة امامك فيما يخص بنواتج التعلم المقصودة او ما يتوقع ان يتعلم الطالب. ومن هنا فان عملية تحديد الاهداف مقدما وعلى اساس سلوكي تصبح عملية ضرورية وملحة. وعندما تقوم مقدما بتحديد نواتج التعلم المتوقعة خلال التدريس فانك فى الواقع تقوم بكتابة الاهداف التدريسية.
اذن يمكن تعريف الاهداف التدريسية على انها تصف بوضوح نواتج التعلم المتوقعة او اداء الطالب المتوقع في نهاية فترة تدريسية محددة. وقد تكون هذه الفترة محاضرة لمدة ساعة واحدة او وحدة تدريسية او مقرر دراسي. وبعد كتابة الاهداف التدريسية على اساس نواتج التعلم المتوقعة يمكن للمدرس من تخطيط واختيار الطرق الملائمة وفعاليات التعلم التى من شانها ايصال الطالب الى تلك الاهداف من ثم قياس مدى تحقق الاهداف من خلال الاختبارات.
ادناه المخطط يمثل نموذج تدريسى اساسي يوضح النقاط التى اشرنا اليها

بعد صياغة الاهداف التدريسية ينبغي على المدرس ان يعرف ما اذا طلبته يمتلكون قدر كافي من المعرفة والمهارة تمكنهم من فهم الدرس وهذا ما يعرف بالسلوك (entry behavior) والذي يصف مستوى الطالب قبل التدريس. وبعدها يبدا المدرس بالتدريس مستعينا بالوسائل التعليمية المتاحة وعلى اساس طبيعة الهدف ونوعه. وهكذا على المدرس ان يعرف مقدار ما تعلمته الطلبة وهذا يتطلب قياس اداء الطالب عن طريق اجراء الاختبارات لمعرفة مدى ما تحقق من الاهداف التدريسية واستنادا الى نتائج الاختبارات يمكن للمدرس من اجراء تعديلات على الخطوات 1. 2. 3
الاهداف التربوية والاهداف التدريسية (التعليمية):
من الضروري هنا وتلافيا للالتباس الذي يحدث في كثير من الاحيان ان نميز بين الاهداف التربوية والاهداف التدريسية، فعبارة الاهداف التربوية(educational objectives) تشير الى الاهداف الواسعة العريضة للنظام التربوى وبعكس فلسفة التربية. والاهداف في هذا المستوى تكون شديدة التجريد والعمومية والشمولية وتصف المحطة النهائية تعليمية تربوية كاملة او برنامج تعليمي لمرحلة من المراحل واليك العبارات التالية التى تمثل هذا النوع من الاهداف:

اما الاهداف التدريسية (instructional objectives) والتي يطلق عليها احياتا تسمية الاهداف الابتدائبة او الاهداف السلوكية فهى كما سبق تعريفها تشير الى انماط الاداء النوعي للطالب وهي على مستوى اقل تدريب او اكثر تخصصا من الاهداف التربوية. والاهداف التدريسية يمكن ان تكتب على مستوى المقرر الدراسي، الوحدة التدريسية وعلى مستوى اي موضوع من مواضيع الوحدة الدراسية امثلة على ذلك:
1- التعرف على الحروف الابجدية.
2- تميز بين الحروف المتشابهة.
3- التعرف على المواد الموصلة للكهرباء والمواد العازلة للكهرباء.
طرق كتابة الاهداف التدريسية:
طالما ان تكون الاهداف التدريسية واضحة وصريحة وليست غامضة وتعطي نفس المعنى لكل من يقراها فان هناك طريقتان للوصول الى ذلك:
1- كتابة جميع الاهداف التدريسية باستعمال مصطلحات تصف فقط السلوك المحدد الذي يمكن ملاحظته وقياسه كناتج تعلم.
2- استعمال مصطلحات عامة غير قابلة للقياس لوصف نواتج التعلم المتوقعة ومن ثم توضيح كل ناتج من تلك النواتج بواسطة اختيار عينة من انواع السلوك المحدد التى يمكن قبولها كممثل لذلك الناتج.
- الطريقة الاولى ابتكرها (ميجر) والطريقة الثانية توصل اليها (كرونلوند) والطريقتان مفيدتان فى التعليم التقنى، حيث ان هناك بعض المواقف التي يكون استخدام الطريقة الاولى انسب لها والبعض الاخر يتطلب استخدام الطريقة الثاتية. والطريقتان تعتمدان على هذه الاسس المشتركة:
1- ان يكون الهدف واضحا ومحددا.
2- ان يكتب ملاحظات الهدف من خلال اداء الطالب كتصليح شىء معين او تركيب جهاز او تشغيل ماكنة او قياس حل مسالة او اخطاء تعريف او توضيح او شرح... الخ.
3- يصاغ الهدف على اساس ما يقوم به الطالب وليس على اساس ما يقوم به المدرس فان الهدف التدريسي يبدا باحدى العبارات التالية: على ان يكون الطالب قادرا على ان يميز بين الفروفات والاختلافات والتشابهات.
4- ا ن تحتوى عبارة الهدف على فعل ادائي او سلوكي.
1- طريقة ميجر في كتابة الاهداف التدريسية: اقترح ميجر ان يكون الهدف التدريسي معبرا عما سيكون الطالب قادرا على ادائه لاظهار اتقانه للهدف، واعتمد على العناصر التالية في صيانة الهدف التدريسي:

ولهذا فان ميجر يرى ليس من الضروري دائما ان يحتوى الهدف التدريسى على العناصر الثلاثة اعلاه. ويرى بعض المختصين قي هذا المجال وعلى راسهم كرونلوند بان اضافة الظروف والمعايير هو شىء مستحسن ويؤدى الى تحسين نوعية الهدف وهو بالتالي امر متروك كليا الى تقدير المدرس. فقد يجد المدرس عدم جدوى تحديد الظروف مقدما كما انه لاتوجد اسس علمية ثابتة لتحديد معايير النجاح وقد يكون المعيار مثبت اساس في نظام الامتحانات.
أ- السلوك النهائي: السلوك النهائي يصف ما سيقوم به الطالب من اداء وعمل بعد التدريس، وهذا يجعل من الضروري ان يحتوى الهدف على مصطلحات سلوكية. كالافعال مثل يعرف، يفهم لا تصلح لوصف السلوك النهائي حسب الطريقة (ميجر) في كتاية الاهداف التدريسية.
ب- الظروف: وتشير الى ما سيعطى الطالب من مواد و ادوات ومراجع... الخ. والتي يحتاجها فى تادية الهدف، كما يمكن ان تشير الى نوع ومدة الاختيار.
امثلة:
- اختيار موضوع لمدة ساعة.
- عند توفر الاجهزة في المختبر.
- عند اعطاء الطالب جهاز لقياس التيار.
- باستخدام ادوات الرسم الهندسي.
- بدون استعمال مسطرة الحساب.
ج- المعايير: وهذه تشمل تحديد الحد الادنى المقبول لمستوى الاداء، ومعيار النجاح قد يحدد على اساس السرعة المطلوبة (خلال ساعة واحدة) او النوعية (حسب مواصقات قياسية) او الكمية (ثمانية اجوبة صحيحة من مجموع عشرة) او الدقة بدون اخطاء.
المثال التالى يوضح العناصر الثلاثة في طريقة الميجر:
عند اعطاء الطالب محرك (DC) بقوة 30 امبير ويحتوى على خطا مفرد وتزويده بمجموعة ادوات قياسية و مراجع، سيكون الطالب قادرا على ان يصلح المحرك خلال 45 دقيقة. اذن الهدف مصاغ بموجب طريقة ميجر ويحتوى على:
1- الفعل "يصلح " لوصف السلوك النهائي المطلوب.
2- العبارة " عند اعطاء الطالب محرك...الخ" تمثل الظروف التي سيقوم الطالب تحتها بعملية التصليح.
3- العبارة " خلال 45 دقيقة" تمثل معيار التادية المطلوبة.
1- طريقة كرونلوند في كتابة الاهداف التدريسية:
يرى كرونلوند بان التدريس الصفي بجزئه الاكبر موجه نحو فهم المبادئ الاساسية والمفاهيم التى يطبقها الطالب فى مختلف المواقف وليس في موقف او موقفين. كما يرى بان التدريس موجه نحو التطوير قدرات الطلبة على التفكير الانتقادى و حل المسائل.. الخ. وكمحاولة للحفاظ على المادة الدراسية كوحدة متاكاملة للاغراض التدريسية او تامين انواع السلوك المحدد لقياس اداء الطالب ثانيا، و اخيرا اقترح كرونلوند كتابة الاهداف التدريسية على مستويين:
ا- الاهداف التدريسية العامة.
ب- الاهداف التدريسية المحددة ترتبط بكل هدف تدريسي عام توضحه وتمثله. ويؤكد كرونلوند على ان التدريسي يجب ان يوجه نحو تحقيق الاهداف التدريسية العامة، بينما يبقى الهدف التدريسى المحدد السلوكى كاساس للاختبارات.
امثلة على ذلك:
مثال الاول- الهدف التدريسى العام : ان يفهم الطالب قانون نيوتن فى الحركة .
الاهداف التدريسية المحددة:
1- يدرج قانون نيوتن فى الحركة.
2- يعرف القوة، الزخم، الفعل و رد الفعل
3- يشرح وحدات القوة.
4- يستنبط العلاقة بين القوة والزخم.
مثال الثاتي- الهدف التدريسي العام: يدرك اهمية استخدام المواد العازلة فى البناء.
الاهداف التدريسية المحددة:
1- يعرف المادة العازلة بشكل صحيح.
2- يتعرف على انواع المواد العازلة.
3- يميز بين المواد العازلة و غير العازلة.
4- يحدد فائدة استخدام المادة العازلة في البناء.
لاحظ بان الافعال مثل يعرف، يفهم و يدرك....الخ. والتى لم تكن مناسبة لصياغة الاهداف السلوكية، استعملت الان قي صياغة الاهداف التدريسية العامة والهدف التدريسي العام على هذه الاساس هو الذي يصف (ناتج تعلم عام) والذي هو بحد ذاته لا يمكن ملاحظته ولكنه قابل للتوضيح بواسطة عينة من الاهداف التدريسية المحددة.
لاحظ ايضا باننا لم تذكر عبارة "ان يكون الطالب قادرا على ان ..." امام كل هدف على اساس انه اصبح الان واضحا ان التأدية تعود الى الطالب.
امثلة متنوعة:
1- عندما تتوفر كافة الاجهزة في المختبر سيتمكن الطالب من ان يؤدي التجربة بشكل كامل.
2- في اختيار مدته ساعة واحدة سيكون الطالب قادرا على حل 80% من الاسئلة بشكل صحيح.
3- عند اعطاء جهاز تلفزيون عاطل سيتمكن من ان:
- يحدد مكان العطل.
- يختار الادوات والاجهزة اللازمة لتصليح العطل.
- يصلح العطل خلال نصف ساعة.
4- ان يصنف الطالب التربة بشكل صحيح عندما يعطى عينة منها في الامثلة اعلاه استعملت عدة اساليب لصياغة الاهداف التدريسية. وهذا يعنى بانه ليس من الضرورة ان يتقيد المدرس بصيغة ثابتة او تسلسل ثابت بل يمكنه صياغة الهدف بالاسلوب الذي يراه مناسبا على ان لايؤثر ذلك على العناصر الحكومية للهدف التدريسي والتى اشرنا اليها.
وكتابة الاهداف التدريسية المحددة حسب طريقة كرونلوند:
1- اكتب الهدف التدريسي العام اولا.
2- ابدأ كل هدف تدريسي محدد بفعل ادائي لوصف السلوك النهائي للطالب.
3- اكتب الاهداف التدريسية المحددة التي تلائم الهدف التدريسي العام وتوضحه.
4- ان يحتوى الهدف على الظروف والمعايير عند الضرورة.
5- اكتب عدد من الاهداف التدريسية المحددة لكل هدف تدريسي عام لغرض توضيح انواع السلوك المطلوبة لتحقيق ذلك الهدف .
6- ان يحتوي كل هدف تدريسي محدد على ناتج تعلم واحد.
7- يجب وضع الاهداف التدريسية المحددة في تسلسل بحيث ان تحقيق الهدف الاول يكون شرطا لبلوغ الهدف الثاتى وهكذا.
الاهداف في سياق التعلم :
الاهداف هى الغايات المحددة التى تسعى لتحقيقها، وهى تلعب دورا محوريا فى عملية التعلم لانها توجه الانتباه والجهود نحو النتائج المرغوبة وتحفز الفرد على المثابرة والاستمرار التى تساعد على قياس التقدم وتقييم النجاح

العلاقة بين الاهداف والتعلم