التعلـــــــــــــــــم والقــــــــــــــــــــــــــدرات


صبرية علي محمد علي
جامعة دهوك التقنية

يقسم التعلم الى نوعين تعلم مباشر او مقصود وتعلم غير مباشر.

أ. التعلم المباشر: يقصد به ذلك النوع من التعلم الذى ياتى عن طريق الاشخاص (الاب، الام، المدرس، المعلم.... الخ)، وهو اسلوب تعلیمى (Direct Learning) یعتمد على التفاعل المباشر والمتزامن بین المعلم والمتعلم.

خصائص التعلم المباشر:

  1. یحدث وجها لوجه بین المعلم والطلاب في نفس المكان والزمان.
  2. يتيح التفاعل الفورى والتغذية الراجعة المباشرة.
  3. يمكن المعلم من تعديل اسلوب التدريس فورا بناء على استجابة الطلبة.

مميزات التعلم المباشر:

  1. بناء علاقات اجتماعية قوية بين الطلاب مع بعضهم وبين الطلبة والمعلم.
  2. سهولة طرح الاسئلة والحصول على اجابات فورية.
  3. تطوير مهارات التواصل والعمل الجماعى.
  4. امكانية استخدام مجموعة متنوعة من الانشطة التعليمية التفاعلية.

ب- التعلم غير المباشر: فيقصد به ذلك التعلم الناتج عن المحيط والطبيعة وله ابعاد متعددة وخصائص مهمة. وهو نموذج طبيعي يحدث دون الحاجة للتفاعل المباشر والمتزامن بين المعلم والمتعلم. يعتمد على وسائط تعليمية متنوعة تسمح للمتعلم بالتعلم بشكل مستقل وفق وتيرته الخاصة.

الخصائص التعلم الغير المباشر:

  1. المرونة في اختيار وقت ومكان التعلم.
  2. الاعتماد على المواد التعليمية المعدة مسبقا.
  3. امكانية التعلم الذاتى والتكرار حسب الحاجة.
  4. استخدام التقنيات الرقمية والوسائط المتعدده.

الادوات والوسائل المستخدمة:

  • المنصات التعليمية الالكترونية.
  • الفيديوهات التعليمية المسجلة.
  • الكتب والمواد المطبوعة.
  • التطبيقات التعليمية التفاعلية.
  • المصادر الرقمية المتنوعة.

مميزات هذا النوع من التعلم :

  1. يناسب الاشخاص ذوى الالتزامات الخاصة والجداول المالية .
  2. يتيح للمتعلم التحكم قى سرعة تعلمه.
  3. يقلل تكاليف التعليم.
  4. يمكن الوصول اليه من اي مكان.

التحديات:

  1. الحاجة لمهارات التعلم الذاتى والتنظيم الذاتى.
  2. محدودية التفاعل الاجتماعى.
  3. صعوبة الحصول على تغذية راجعة فورية.
  4. قد يتطلب مهارات تقنية معينة.

وهناك طرق مختلفة يمكن ان يتعلم الناس من خلالها ومن اهمها:

أ- التعلم بواسطة الانعكاسات الشخصية: هو اسلوب تعليمى (Reflective Learning) مهم یعتمد على تامل الفرد فى تجاربه وخبراته الشخصیە واستخلاص الدروس منها، فان العناصرالاساسیە لهذا النوع من التعلم كالاتي:

  1. الملاحظة الذاتية: حيث يقوم الشخص بمراقبة وتحليل تجاربه وافعاله و ردود افعاله.
  2. التفكــــير العميــــــــــــق: تامل في الاحداث والمواقف وتحليل اسبابها ونتائجها.
  3. استخلاص الدروس: تحديد ما تم تعلمه من التجربة وكيفية الاستفادة منه مستقبلا.

فوائد هذا النوع من التعلم: يعزز الوعي الذاتى والفهم العميق و يساعد فى تحسين المهارات وتطوير الاداء ثم يدعم على اتخاذ قرارات افضل فى المستقبل ويطور القدرة على حل المشكلات بشكل اكثر فعالية.

ب- التعلم بواسطة المحاولة والخطأ: هو أحد الأساليب الفعالة في اكتساب المعرفة والمهارات حيث يعتمد المتعلم على التجربة الفعلية واكتشاف الأخطاء، ثم تعديل السلوك أوالنهج بناءً على التغذية الراجعة من التجربة ومن المفاهيم الاساسية في علم النفس.

مزايا التعلم بالمحاولة والخطأ:

  1. تعزيز الفهم العميــق: عندما يكتشف الشخص الأخطاء بنفسه، فإنه يتعلم بشكل أعمق مقارنةً بالحفظ المباشر.
  2. تحفيز الإبداع والابتكار: يشجع على التفكير واختبار استراتيجيات جديدة.
  3. بناء الثقة بالنــفس: الشخص الذي يتعلم من أخطائه يصبح أكثر جرأة في مواجهة التحديات.
  4. تحسين القدرة على حل المشكلات: يؤدي إلى تطوير مهارات تحليلية تمكن الشخص من إيجاد حلول جديدة.

عيوب التعلم بالمحاولة والخطأ:

  1. قد يكون بطيئًا: يستغرق وقتًا أطول مقارنةً بأساليب التعلم الموجهة.
  2. الإحباط: بعض الأشخاص قد يصابون بالإحباط عند مواجهة أخطاء متكررة.
  3. المخاطر المحتملة: في بعض المجالات مثل الطب أو الهندسة، قد يكون الخطأ مكلفًا أوخطيرًا.

كيف تستفيد من التعلم بالمحاولة والخطأ بشكل فعال؟

  • ابدأ بالتجربة لكن مع خطة: لا تعتمد على العشوائية، بل حدد أهدافًا واضحة.
  • سجل الأخطاء وتعلم منها: احتفظ بملاحظات عن الأخطاء التي وقعت فيها وما تعلمته منها.
  • اطلب التغذية الراجعة: يمكن أن يساعدك الآخرون في تسريع عملية التعلم عبر تقديم ملاحظات بناءة.
  • لا تخشى الفشل: اعتبر الفشل جزءًا من رحلة التعلم وليس نهاية الطريق.

ج- التعلم بالاستبصار: التعلم بالاستبصار(Learning by Insight or Insightful Learning) هو شکل من اشکال التعلم یحدث عندما یصل الفرد فجاة الى فهم او حل لمشکلە ما بطریقە مباشرە، دون المرور بمحاولات متكررة من المحاولة والخطا وقد قام عالم النفس الالمانى فولفاغ كوهلر بدراسة هذا النوع من التعلم من تجاربه الشهيرة مع الشمبانزى.

خصائص التعلم بالاستبصار:

  1. يحدث بشكل مفاجىء وفورى.
  2. يعتمد على الفهم العميق للموقف وادراك العلاقات بين عناصره.
  3. يمكن تطبيق في مواقف جديدة مشابهة.
  4. يتطلب قدرات عقلية عالية مثل التفكير والتحليل.

على سبيل المثال: عندما يواجه شخص مشكلة رياضية معقدة ويحاول حلها دون جدوى، ثم فجاة يدرك العلاقة بين المعطيات ويصل الى الحل هذا يعتبر تعلما بالاستبصار وهذا النوع من التعلم مهم جدا فى حل المشكلات المعقدة لانه يتجاوز التعلم السطحى الى الفهم العميق للمواقف والظواهر.

وبغض النظر عن انواع التعلم وطرقه فانه يهدف بشكل عام الى تطوير قدرات المتعلم الفكرية والبدنية والنفسية. وفى المجال التعليمى فان الهدف يصبح تطوير هذه القدرات بشكل متساوى. اذن السلوك الانسانى مصنف الى ثلاثة اصناف.

  1. السلوك المرتبط بالتفكير.
  2. السلوك المرتبط بالشعور.
  3. السلوك المرتبط بالعمل.

1- السلوك المرتبط بالتفكير: هو نمط من السلوك يعتمد على العمليات العقلية العليا وليس مجرد ردود فعل بسيطة.

الخصائص الاساسية:

  • يتميز بالقصدية والتخطيط الواعى.
  • يتضمن معالجة المعلومات وتحليلها.
  • يهدف لحل المشكلات بطريقة منظمة.
  • يتاثر بالخبرات السابقة والمعلومات المتراكمة.

هذه بعض الامثلة لهذا السلوك:

  • طالب يخطط لجدول دراسته بناء على تقييمه لنقاط قوته وضعفه.
  • مهندس يحلل مشكلة تقنية ويضع خطوات منهجية لحلها.
  • مدير يتخذ قرارات استراتيجية بعد دراسة البياتات والمعلومات المتاحة لديه.

العوامل المؤثرة:

  • مستوى الذكاء والقدرات المعرفية.
  • الخبرات السابقة والتعلم.
  • الحالة النفسية والانفعالية.
  • البيئة المحيطة به والسياق الاجتماعى له.

2- السلوك المرتبط بالشعور: (Affective Behavior) هو نمط من السلوك ويرتبط مباشرة بالمشاعر والعواطف والحالة النفسية للفرد ويشمل:

1- التعبير عن المشاعر: مثل تعابير الوجه، نبرة الصوت، لغة الجسد و الكلمات المنطوقة.

2- الاستجابات العاطفية للمواقف: مثل الفرح والسعادة قى المواقف المفرحة، الحزن والالم فى المواقف الصعبة، الغضب عند التعرض للاحباط و الخوف فى المواقف المهددة.

اذن هذا السلوك مهم جدا فى التواصل الاجتماعى وبناء العلاقات الشخصية للتكييف مع المواقف المختلفة والصحة النفسية العامة.

3- السلوك المرتبط بالعمل: المقصود بالسلوك المرتبط بالعمل هو التصرف والافعال التى يظهره الموظف اثناء ادائه لمهامه الوظيفية يشمل ذللك على

1- كيفية تفاعل الموظف مع زملائه و رؤسائه.

2- مدى التزامه بمواعيد العمل وانجاز المهام.

3- طريقة تعامله مع التحديات والضغوط.

4- مستوى الاحترافية واالتقنيات المهنية.

يهتم خبراء الموارد البشرية بالسلوك المرتبط بالعمل لانه يؤثر على الانتاجية وبيئة العمل وثقافة المؤسسة بشكل عام.

مجالات التعلم:

وعلى هذا الاساس تم تصنيف فعاليات التعلم الى ثلاثة مجالات:

ا- المجال المعرفى.

ب‌- المجال الشعورى.

ج‌- المجال الحركى النفسى.

وكل مجال من هذه المجالات مصنف بدوره الى عدة فئات(مستويات) تبدا من المستوى البسيط فى التعلم صعودا الى المستوى الاكثر تعقيدا.

ا- المجال المعرفي:

ويتضمن فعاليات التعلم المرتبطة بالناحية الفكرية. وهذا المجال يبدأ بالمستوى البسيط من المعرفة كالتعرف على الحقائق والمبادىء صعودا الى المستويات الاكثر تعقيدا كالفهم والتطبيق وانتهاءا بالتقويم.

ادناه توضيح الفئات الرئيسية الموجودة فى هذا المجال.

الفئات الرئيسية في المجال الفكري (المعرفي)

1- المعرفة: تعرف على انها عملية يذكر المعلومات التى تم تعلمها سابقا. وهذا يشمل كافة المعلومات التى تم خزنها فى الذاكرة والمعرفة تمثل ابسط ناتج تعلم فى المجال الفكرى.

2- الادراك: هو القدرة على فهم معنى الاشياء وهذا الفهم يمكن اظهاره على سبيل المثال عن طريق التفسير او تليخص ذلك المعنى. نواتج التعليم التى تمثل الادراك تقع فى مستوى اعلى بقليل من تلك التى تمثل المعرفة.

3- التطبيق: هو القدرة على تطبيق او استعمال الامور التى تم نقلها فى مواقع جديدة. ويشمل هذا التطبيق القواعد والقوانين، المبادىء والنظريات ....الخ. نواتج التعلم فى هذه الفئة تتطلب مستوى من الفهم اعلى من تلك التى تقع تحت الادراك.

4- التحليل: هو القدرة على تفكيك المادة الى اجزائها المختلفة لغرض فهم تركيبها وهذا يشمل التعرف على تلك الاجزاء وتحليل العلاقة بينها ومعرفة الاسس التى تحكم تلك العلاقة. فنواتج التعلم هنا تتطلب مستوى فكريا اعلى من تلك التى تقع تحت الادراك والتطبيق.

5- التركيبي: هو القدرة على دمج اجزاء مختلفة مع بعضها لتكوين مركب او مادة جديدة. نواتج التعلم في هذه الفئة تركز على السلوك الابداعى للفرد.

6- التقييم: هو القدرة على اعطاء حكم على قيمة مادة معينة(جملة ،قصيدة،بحث...الخ) هذا الحكم يجب ان يستند على معايير محددة وواضحة. نواتج التعلم في هذه الفئة تمثل اعلى مستوى فى المجال الفكري وذلك لاحتوائها على عناصر من جميع الفئات الاخرى اضافة الى العنصر الذاتى.

* المجال التاثري:

هذا المجال يتعلق بالعواطف والانفعالات والمواقف والرغبات كرغبة الطالب فى التعلم اواتباع قواعد السلامة او احترام الاخرين ...الخ والفئات الموجودة فى هذا المجال تبدأ بالاستلام كابسط مستوى وتنتهى بالتمييز بواسطة القيمة كاعلى مستوى.

الفئات الرئيسية فى المجال التأثرى

1- الاستلام: ويعنى رغبة الطالب في الالتفات الى ظاهرة معينة او حافز معين( الفعاليات الصفية، الكتاب، الموسقى.... الخ) الاستلام يمثل ابسط نواتج التعلم في المجال التاثرى.

2- الاستجابة: هى المشاركة الفعالة من جانب الطالب. والطالب في هذا المستوى لايلتفت فقط الى ظاهرة معينة بل يحاول ايضا اظهار ردود فعل معينة تجاهها. نواتج التعلم فى هذه الفئة تحاول التركيز على النواحى التالية:

- الاذعان للاستجابة: قراءة المادة المطلوب تحضيرها.

- الرغبة فى الاستجابة: قراءة طوعية لاكثر مما يتطلب تحضيره.

- الارتياح للاستجابة: القراءة لغرض التسلية.

3- التقييم: يقصد به القيمة التى يعطيها الطالب للاشياء، تضم هذه الفئة نواتج التعلم التى تصنف عموما تحت المواقف والتثمين.

4- التنظيم: هو عملية ضم قيم مختلفة المواضيع مع بعضها وحل التناقضات الموجودة بينها لغرض الوصول الى بناء نظام قيم متماسكة. لذا فان التركيز هنا يكون على قيم المقارنة والربط والترتيب، نواتج التعلم في هذه الفئة لها علاقة بمفهوم القيمة (يتعرف على مسوْولية كل شخص فى تحسين العلاقات الانسانية) او بالبيئة التنظيمية (يضع خطة عملية لاشباع حاجاته الاقتصادية والاجتماعية) وهي عموما مرتبطة بفلسفة الحياة.

5- التمييز بواسطة القيمة: فى هذا المستوى يتم تمييز الطالب من خلال سلوكه الثابت والذي يصبح صفة مميزة لاسلوب حياته. وتتم السيطرة على هذا السلوك بواسطة نظام القيمة الذى يمتلكه الطالب. نواتج التعلم التى تقع فى هذه الفئة تكون مرتبطة بالسلوك الذي يميز الطالب.

* المجال الحركى النفسي:

يتعلق هذا المجال بمهارات الحركة ( (motor skillsالتى تتطلب اسخدام اليدين في العمل بالتنسيق مع الدماغ. والتسلسل الهرمى للفئات الرئيسية في هذا المجال يبدا من الادراك الحسي كابسط مستوى من التعلم فى هذا المجال وهو القدرة على الابداع.

ان معرفة المدرس لهذه المجالات والفئات الموجودة فيها سيساعده فى التعرف على طبيعة الفعاليات الموجودة في كل مجال وتسلسها الهرمي ومن ثم الاستفادة منها فى صياغة الاهداف التدريسية وفى تدرج المادة التدريسية عند الالقاء. وقد يبدو هذا التصنيف مقبولا من الناحية النظرية، الا انه يصعب عمليا تمييز وتصنيف معظم فعاليات التعلم لاحتوائه على عناصر من المجالات الثلاثة فى ان واحد فاستخدام اليدين لاداء عمل معين هو مهارة حركية مرتبط في معظم المجالات بالناحية الفكرية ومدى استيعاب الطالب لبعض الاسس والقواعد النظرية التى يتطلبها اداء ذلك العمل كما ان فهم واستيعاب الطالب للمادة التدريسية مرتبط هو الاخر برغبة الطالب في التعلم وقدرته على التعلم.

وصف الفئات الرئيسية فى المجال الحركي النفسي

1- الادراك الحسي: ويمثل المحتوى الاول في المجال الحركي النفسي ويتضمن استعمال الاعضاء الحسية لغرض الحصول على تلميحات تقود او توجه الفعالية الحركية.

2- التهيوء: ويقصد به الاستعداد الكامل للقيام بعمل معين وتضم هذه الفئة مايلي:

أ‌- التهيوء الفعلى: الاستعداد العقلى للعمل.

ب‌- التهيوء البدني: الاستعداد للعمل.

ج- التهيوء الانفصالي: الرغبة في العمل.

3- الاستجابة الموجهة: تتعلق بالمراحل المبكرة في عملية تعلم مهارة معقدة. وتضم هذه الفئة التقليد (تكرار عمل يقوم به المدرس) المحاولة والخطأ (اكتساب الاستجابة المناسبة).

4- الميكانيكية: ويقصد به تادية العمل الذى تم تعلمه لاكثر من مرة بحيث يصبح كالعادة ويؤدى بدرجة من الثقة والاتقان. نواتج في هذا المستوى تتعلق بالدرجة الاساسية بالمهارات التنفيذية.

5- الاستجابة الظاهرية المعقدة: هذا النوع من الاستجابة، يتعلق بالتأدية المتقنة للفعاليات التى تتضمن حركات معقدة. وتؤدى تلك الحركات بدرجة عالية من الثقة وبشكل آلي.

6- التكيف: التكيف يتعلق بتلك المهارات المتطورة الى درجة يكون الشخص فيها قادرا على اجراء بعض التعديلات على الحركات التى تؤدى بها تلك المهارات لتتناسب مع متطلبات الواقع.

7- القدرة على الابداع: ويقصد به خلق نموذج حركات جديدة تتلائم مع واقع معين او مسالة معينة. نواتج التعلم في هذا المستوى تركز على الابداع المستند على مهارات متطورة جدا.

الذاكرة:

ان عملية خزن المعلومات في ذاكرة المتعلم والاحتفاظ بها ومن ثم تذكرها في الوقت المناسب هي من العمليات المعقدة. وهناك عوامل عديدة تؤثر تأثيرا مباشرا على الذاكرة وترتبط من الناحية الاخرى بعملية التعليم والتعلم. والجدول التالى يوضح بشكل ملخص هذه العوامل وكيفية تأثيرها على الذاكرة وما يجب ان يفعله المدرس ازاء كل عامل من هذه العوامل.

الاشباع:

الاشباع يشكل اهم العوائق الرئيسية فى التعلم ، ويقصد به تحميل او تزويد الطالب بكمية من المعلومات في نفس المادة تفوق طاقته على استيعابها خصوصا عندما تعطى تلك المعلومات بشكل سريع. وهذا ما يحدث فعلا في اكثر الحالات التدريسية حيث يحاول المدرس ان يعطى طلبته اكبر كمية من المعلومات فى وقت محدد متجاهلا حقيقة ان طلبته سيصلون الى حالة الاشباع الذهني بعد فترة قصيرة. والحكمة هنا تقول ان*تدريس كمية قليلة من المعلومات بشكل جيد افضل من تدريس كمية كبيرة بشكل سىْ وسريع*. وهذا يفرض على المدرس ان يهتم قليلا الى فائدة المادة التى يعطيها الى طلبته، كميتها، سرعة القائه والطرق المستخدمة في ايصالها.

الارهاق:

الارهاق قد يكون ذهنى او بدني او خليط من الاثنين ، ويحدث الارهاق عندما يعرض الى جهد ذهنى مطول يتعب عينيه وعضلاته و وجهه يشعر الطالب بالتهيج وعدم القدرة على التفكير او التركيز او اتخاذ القرار. والراحة او الاسترخاء تكاد تكون الدواء الوحيد للارهاق في الحالات الاعتيادية. وفى الحالات التدريسية تشكل فترات الراحة (breaks) في جلسة اوفترة ترفيهية اجراء فعالا للحد من الارهاق. وقد وجد ان فترة 45 دقيقة من التدريس هي اقصى ما يمكن ان يتحمل الطالب بدون فترة راحة تؤدى الى فقدان في الكفاءة، وفى الفترات االتدريسية التى تستغرق ساعتين او اكثر يفضل اعطاء فترة راحة لمدة خمسة دقائق بعد كل ساعة تدريسية. وقد دلت البحوث ايضا على ان افضل وقت لاعطاء الطلبة الدروس التى تتطلب عملا ذهنيا دقيقا هى الفترة الواقعة قبل الغذاء. اما الدروس التى تتضمن فعاليات مشوقة فيفضل تركها الى فترة ا بعد الغذاء.